مرحبا بكم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته موقع الاستاذ خالد قاسم مدير وحدة ضمان الجودة بادارة الحامول يرحب بكم

الاعلام التربوي

من الإعلامي ؟ وما سماته ؟

الإعلامي هو : الواسطة بين جميع أطراف العملية الإعلامية ومحاورها ، تماما كالمعلم هو : جوهر العملية التعليمية ومنفذها ، لهذا فإن هناك العديد من السمات التي يجب أن تتحقق في العاملين في الإعلام والاتصال ومنها :

1 ـ سمات ثقافية :

لابد للإعلامي أن يجع بين كل أطراف الثقافة ، فلا يجد نفسه يوما غير عارف بعلم من العلوم ، وهذا يعني أن يكون متسع المدارك ، حاضر الفكر ، لبق الحوار ، الأمر الذي يؤهله لنقل ثقافة الآخرين ، والتفاعل معها بما يتفق وحاجات مجتمعه ، والأخذ بما يناسب دينه ووطنه ، وهذا يخلق فيه صفة ضرورية وهي : عالمية التفكير وعالمية التوجه ، وإنسانية الرأي دون تفريط في ولائه لوطنه وأهله 0

2 ـ سمات خلقية :

وذلك بأن يكون أمينا في نقل ما هو بصدده من قضايا وأفكار ، كريم النفس ، حسن المعاشرة ، عفيف اليد واللسان ، متواضعا لا يغريه موقعه كإعلامي قد تتاح له الفرصة للقاء كبار الشخصيات للتعالي على الآخرين ، كما يجب أن يكون جديرا بالثقة ، وهذا يتأتى من احترامه للآخرين مع صدقه والتزامه بالمثل العليا التي يناضل من أجلها ، وأن يكون اجتماعيا يشارك الناس أفراحهم وآلامهم ، غيورا على دينه ، وكرامة وطنه 0


3 ـ سمات شخصية :

ليس شرطا أن يكون الإعلامي متخصصا متعمقا في كل العلوم بل يكفي أن يعرف الكثير عنها ، وأن يملك العدة الضرورية التي تعينه على أداء مهامه وفي مقدمتها : الموهبة التي يودعها الخالق تبارك وتعالى في من شاء من خلقه ،ومنها صفات مكتسبة ،وهي تلك التي يوجدها الإعلامي بطرق عدة ؛ فإذا سلمنا بأن الموهبة 00 هي أساس النجاح ، فإن صقلها بالاطلاع والقراءة العلمية الواعية تزيدها رسوخا ، وتعطيها صفة الإبداع 0

وأن يملك القدرة على فهم ما يقرأ ، أو يسمع أو يرى ، قادرا على تحليل ذلك ، مستبطنا للأمور بصورة واعية ونظرة نفاذة ، وأن يتمتع بقدر كبير من التوازن 0

ومن المهم أن يحظى الإعلامي بصفة القبول عند الآخرين ، فلا يكون كز الخلق ، ثرثارا ، بل يجب أن ينأى بنفسه عن شخصية التوجه وأنانية المقصد ، كما يجب أن يكون عادلا منصفا مع المتحاورين ، وألا يكون مبالغا ، ويبتعد بنفسه عن المهاترات ، وأن يتحلى بالصدق مع نفسه والآخرين 0

4 ـ سمات عملية :

على رجل الإعلام أن يتحسس مشكلات مجتمعه ويتفاعل معها ، وهذا التفاعل يرتبط بأمر آخر هو قدرة الإعلامي على خلق صداقات مع الذين سيكونون مصدرا مهما لجمع المعلومات 0



وإذا تجاوزنا هذه المرحلة " مرحلة توفر الأدوات " فإنه ينبغي توفر مقومات أخرى تخص كل فن من فنون الإعلام ومن ذلك :



ـ أن يحدد الهدف من الموضوع ، والأسئلة التي تحتاج إلى إجابة قبل أن يحدد إجراء التحقيق الصحفي أو اللقاء الإذاعي أو إقامة ندوة ما 00

ـ معرفة كل ما يتصل بالموضوع الذي سيطرحه أو الشخصية التي سيتحاور معها 0

ـ أن يكون الإعلامي واثقا من نفسه ملما بأصول الحديث 0

ـ استخدام وسائل الإيضاح والبراهين 00 مثل الصور والرسوم التي تعرض الحقائق 0

ـ الصياغة الواضحة والمركزة التي تناسب جمهور القراء أو المستمعين 00 أو المستهدفين بالموضوع 0

ـ اختيار العناوين الجذابة البعيدة عن التهويل والخداع 0

ـ التوقيت 00 أي تخير وقت نشر الموضوع أو إذاعته أو بثه 00 كأن نركز على إبراز مكانة المعلم في المجتمع في " يوم المعلم " من خلال الإذاعة المدرسية والصحافة المدرسية ، والمسرح ، وإقامة الندوات 00 وبالمقابل من الخطأ أن نكتب عن الإجازة في وسط العام الدراسي بل ينبغي التركيز على شرح الدروس ، ومحاولة تبسيط العلوم التي قد تخفى على الطلاب من خلال وسائل الإعلام المدرسية 0


هذا بالنسبة لكل إعلامي 00

ويزيد الإعلامي العامل في الميدان التربوي :

الصفات الخاصة:

1 ـ أن يكون فاهما لسياسة التعليم

2 ـ أن يلم بأجهزة التعليم ، وجوانب العملية التربوية ؛ كالمناهج والمعلمين والطلاب والنشاط المدرسي 00

3 ـ أن يكون مطلعا على كل جديد في مسيرة التعليم

4 ـ أن يكون على علاقة دائمة بقضايا التربية والتعليم سواء في أجهزة الدولة أو تساؤلات الناس وقضاياهم

5 ـ أن يكون قارئا ، ومتابعا ، ومشاهدا ، ومستمعا جيدا لكل وسيلة إعلامية مفيدة
فنون العمل الإعلامي :



العمل الإعلامي عمل تكاملي شامل ، وبالتالي يتعين على الإعلامي أن يتعرف على شيء من كل شيء في الحياة 0

وفي المدارس وخاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية يتعين أن يوضح لطلابه هذه الفنون أو الأدوات التي تعد لب العملية الإعلامية وأساس نجاحها ، وخصائص كل أداة منها ، وهذا سيسهل من قدرتهم على تحقيق الاستفادة من هذا العمل :


أولا ـ المقال :

وهو فن من فنون النثر حديث النشأة ، ارتبط بظهور الصحافة ، ويقوم بعرض الأفكار والخواطر والآراء ووجهات النظر بفكر كاتبه أو المعبرة عن نبض القراء واهتماماتهم 0



أ ـ أركان المقال الأساسية ثلاثة هي :

ـ المقدمة : وهي الجزء الأول منه ، وتهدف إلى تهيئة القارئ للغرض من المقال ، ويجب أن تكون قصيرة وسهلة الأسلوب 0

ـ الغرض : وهو الجزء الأساسي للمقال ، ويهدف إلى التعبير عن الموضوع ويشترط لعرضه : أن يستوعب الموضوع ويلبي رغبات القارئ 0

ـ الخاتمة : وتهدف إلى حصر الأفكار ويجب أن تكون جامعة بإيجاز لفكرة المقال وجميلة الأسلوب 0



ب ـ أنواع المقال :

ـ المقال الافتتاحي : وعادة ما يكون رأي المطبوعة ، ويعتبر مرآتها التي تعبر عن توجهات المطبوعة وأفكارها 0

ـ مقال الخاطرة ( الذاتي ) : وهو مقال صحفي يعبر عن رأي كاتبه الذي تظهر فيه شخصيته ، وهو متصل بإحساس الكاتب ووجدانه 0

ـ المقال الموضوعي : وهو نابع من المشاهدات في الحياة ، ورؤية فاحصة لما يجري في المجتمع ورأي الكاتب فيها 0


ثانياـ القصة :

وهي من الأنواع الأدبية المحببة 0

والأقصوصة تأتي في حدود 1500 كلمة ، ولها خصائص نوجزها في الآتي :

ـ التركيز : فهي تدور حول حادثة أو شخصية أو عاطفة 0

ـ لا تزدحم بالأحداث والشخصيات والمواقف 0

ـ خلوها من التفصيلات والجزئيات 0

ـ لا مجال فيها للاستطراد 0

ـ وحدة الحدث والموقف ووحدة الزمن 0

ـ لا بد أن يجمع الشخصيات كلها غرض واحد 0



كيف تكتب قصة قصيرة ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

يمكن كتابة قصة قصيرة قي صفحتين أو ثلاث ـ بأن تختار حدثا أو موقفا أو سلوكا تريد التمسك به أو التحذير منه ، بحيث يكون مما يحدث في حياتنا ، وتتخيل اسمين أو ثلاثة ، وتخترع أو تتخيل أمر ما حدث بينهم ، وليكن واحدا منهم هو " البطل " وتدخل فيها بعض الخلافات في الرأي والطباع " ويسمى الصراع " ثم لا تكثر من التفاصيل في الأشياء ، ولا تكثر من الحوادث ، وحاول أن تجعل لها عقدة ، أي جعل الأمور تتأزم في الجز الأخير من القصة ، ثم ضع حلا لهذه المشكلة التي تدعو إليها بأحداث خيالية وأسماء خيالية ، وقد تترك الشخص البطل يحكي بنفسه القصة ، وقد تكون أنت الكاتب الذي يسرد القصة 0

ولا يجوز ذكر موضوع القصة صراحة ، ولا الهدف منها ، لكن اترك ذلك للفهم من خلال القصة والأحداث والصراع والعقدة والحل ، والحل يكون دائما بانتصار الخير أو التغيير إلى الأحسن أو غلبة المثل العليا 0


ثالثا ـ الخبر :

وهو وصف الحدث بشكل واضح ودقيق وموجز 0

شروط الخبر :

ـ الصدق والواقعية 0

ـ الشمولية : أي أن يحوي إجابة عن جميع الأسئلة المتعلقة بإيضاح الخبر " ماذا ـ كيف ـ متى ـ أين ـ لماذا " 0



رابعا : الحديث الإعلامي أو الحوار ( وقد يكون صحفيا أو إذاعيا 00)

أ ـ هو أن يكتب الصحفي عن حوار دار بينه وبين شخص أو جماعة أجرى الحوار معهم بوسيلة من وسائل الاتصال ، ويبث من خلال الإذاعة المدرسية أو نشرة المدرسة 00

ويقوم المحرر الصحفي بإعادة صياغة الحديث الصحفي ملتزما بالحقيقة والصدق والثبات 0



ب ـ أنواع الحديث الصحفي :

ـ حديث صحفي شخصي : وهو ما يكون بين الصحفي وشخص من الأشخاص بهدف الحصول على معلومات معينة عن هذه الشخصية لغرض ما ؛ كأن يكون ذلك للتواصل أو القدوة 00

كأن تجري حوارا مع : مدير المدرسة ـ أو أحد المعلمين ـ أو طالب متميز ـ أو ولي أمر جاء لزيارة المدرسة ـ أو أحد المشرفين الزائرين للمدرسة ـ أو أحد ضيوف المدرسة 0

ـ حديث صحفي جماعي : وهو أن يكون الحوار بين مجموعة من الناس في موضوع معين وظروف متشابهة ، كأن تجري حوارا مع أوائل الثانوية العامة أو مجموعة من رواد النشاط الكشفي 0

ـ حديث صحفي عام : وهو الحوار الذي يأخذ وجهات نظر مجموعة من الناس حول موضوع معين للخروج بتصور حيال ذلك الموضوع 0

خامسا ـ التحقيق الصحفي :

وهو عبارة عن بحث علمي يتناول واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات المطروحة ، ويستمع إلى وجهات نظر المعنيين بها ؛ كان يبحث في أسباب تلف صنابير المياه في المدرسة ، فيستمع لوجهة نظر المشرف المناوب ، والطلاب الملاحظون ، ومدير المدرسة ، وعدد من الطلاب ، ويتم الاتفاق على أسباب المشكلة وطرائق العلاج 0


سادسا ـ الاستطلاع :

ومن أقرب الأمثلة لتوظيف الاستطلاع في العمل الإعلامي التربوي ، إجراء استطلاع علمي حول موضوع تربوي أو منهجي مثل : طرح موضوع " الأسماء الخمسة " للنقاش عبر نشرة المدرسة ،و الالتقاء بعدد من الطلاب لإعطاء أمثلة عن الموضوع ومجوعة أخرى لإعراب جمل ، ثم معلم المادة لشرح الدرس بطريقة مشوقة مع تعليق على إجابات الطلاب 0

ويمكن أن يكون استطلاعا عاما كأن يكون عدد من الطلاب باستطلاع آراء أولياء الأمور وانطباعاتهم عن النشاط في المدرسة بعد أن شاهدوا مسرحية تربوية هادفة أقامتها المدرسة ودعت إليها أولياء الأمور والمسئولين ، ونشر الاستطلاع في نشرة المدرسة ، وإذاعته في الإذاعة المدرسية 00 وغير ذلك 0

سابعا ـ التقرير :

وهو شبيه بالمقال الصحفي إلا أنه يعتمد على الصورة والكلمة معا ، حيث أن للصورة مكان كبير في هذا العمل 0

والتقرير يتناول ظاهرة سلبية أو إيجابية ، ويظهر الإعلامي جوانب الضعف أو القوة في الموضوع مدعما بالصور مثل :

إبداع مجموعة من الطلاب في الرسم : حيث يسلط الضوء على المعرض العلمي الذي يجمع هذه الإبداعات ، ويصف المعرض وما فيه ، وكل ما يعتقد أن القارئ متعطش لمعرفته ، ويلم بالموضوع 0

ثامنا ـ الخطبة :

وهي من أقدم فنون الكلام الأدبي ، وقد نبع العرب فيها لما للغة العربية من قدرة عظيمة في التأثير على النفوس والعقول بما أوتيت من كثرة المفردات ، وتنوع الأساليب 0



أـ للخطيب الناجح صفات كثيرة منها :

ـ الموهبة

ـ الثقافة الواسعة

ـ فصاحة اللسان وجهارة الصوت

ـ التذوق الأدبي

ـ سرعة البديهة 0



ب ـ خصائص الخطبة :

ـ تنوع الأساليب بين الخبر والإنشاء ، وذلك لإحداث اليقظة عن السامع

ـ إيمان الخطيب بما يقول وظهور ذلك عليه 0

ـ ترك الحشو والإطالة والتكلف في المحسنات اللفظية 0

ـ ترتيب الأفكار واتصالها 0

ـ استخدام وسائل الإقناع ، ومن ذلك ذكر أمثلة حية " مشاهدة "0

ـ فهم طبيعة السامعين 0



ج ـ عناصر الخطبة ـ تتكون الخطبة من ثلاث عناصر هي :

1ـ المقدمة : وهي الجزء الأول الذي يحدد موقف السامعين منها ، ويشترط لها : أن تكون جميلة الأسلوب ، ومؤثرة ، وقصيرة مركزة 0

2ـ العرض : وفيه يعرض الخطيب موضوعه ، ويحتل الجزء الأكبر من الخطبة

3 ـ الخاتمة : ويجب أن تكون مثيرة جذابة لمشاعر الناس ، ولتكن جميلة قصيرة ليبقى أثرها في النفوس طويلا 0


تاسعا ـ المحاضرة :

وهي فن كلامي أخر أشبه بالخطبة ، لكنها أكثر من الخطبة اعتمادا على الحقائق الموضوعية ، وأقل استعمالا للعاطفة ، وهي تميل إلى الأسلوب التقريري الواقعي مع البعد عن الصور الخيالية والأساليب البلاغية ، ومن مقومات نجاحها " النقاش " والحوار بعد الإلقاء 0


عاشرا ـ المناظرة :

أ ـ المناظرة هي : عبارة عن حوار متبادل بين جماعتين أو عدة جماعات من الطلاب ـ مثلا ـ حول قضية تتناول الرأي ونقيضه " مؤيد ومعارض " ، حيث تدور قضية تهم الطلاب والمجتمع ، ويرتكز هذا المفهوم على محوريين :

ـ الأول : قيادة واعية بالقضية توجه الجماعتين بأسلوب تربوي يعلم احترام الرأي والرأي الآخر 0

ـ الثاني : لكل جماعة اتجاه له أدلته وبراهينه وحججه 0



ب ـ أهداف المناظرة للطلاب :

ـ تعويد الطلاب على القراءة الحرة 0

ـ تنمية مهارات الطلاب على التفكير السليم والفهم والاستنباط 0

ـ غرس مبادئ الديموقراطية والممارسة الصحيحة لها 0

ـ إتاحة الفرصة للطلاب للتعبير عن آرائهم ، واحترام آراء الآخرين 00 في إطار تربوي موجه " فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية " 0



ج ـ متطلبات إقامة المناظرة :

ـ أن يحدد لها الوقت الكافي كأن تكون في ( 20 ) دقيقة 0

ـ أن يتم التناظر حول قضية واحدة تحتمل وجهتي النظر 0

ـ أن تكون على شكل حوار بين جماعتين 0

ـ أن يقوم المعلم ( المشرف ) بإرشاد الطلاب إلى مصادر المعلومات 0

ـ أن يقوم بتدريب الطلاب على كيفية تبني الرأي والرأي الآخر والأسلوب العلمي المنظم في العرض 0

ـ أن يؤخذ في الحسبان أهداف هذا النشاط وهي : تكوين شخصية الطالب ثقافيا واجتماعيا ، وتدريبه على توظيف المعلومات العامة والمنهجية في احترام الآخرين وتقريب وجهات النظر للالتقاء في منتصف طريق الرأي ونقيضه 0



د ـ موضوعات للمناظرة :

ـ أثر الإعلام على الطلاب والمشاهدين 0

ـ المهن الحرفية 0

ـ مجالس الآباء 0

ـ الاعتماد على الكتب المدرسية فقط 0

ـ ضعف التحصيل الدراسي عند بعض الطلاب 0

ـ وقد نستفيد من موضوعات علمية في كتب الفيزياء والكيمياء 00 وموضوعات أدبية في كتب القراءة والأدب 00


الحادي عشر ـ الندوة :

أ ـ الندوة : هي عبارة عن حضور مجموعة من المعنيين للحديث حول موضوع ما بحضور عدد من الجمهور المعني ، ويتكلمون أمامهم 0

وهناك عدة صور من الندوات :

الأولى : مجموعة من المتحدثين في موضوع ما يتناولون فيما بينهم كل ما يغطي هذا الموضوع 0

الثانية : ندوة يحاور فيها مجموعة من الحاضرين أحد الشخصيات المسؤولة وهو يرد على استفساراتهم 0



ب ـ التنظيم لإقامة الندوة أو المناظرة 0

ـ تحديد المكان والموعد ، والتأكيد عليه 0

ـ اختيار الشخصيات ودعوتهم وإفادتهم بالموضوع 0

ـ دعوة عدد من المهتمين 0

ـ جمع الأسئلة المكتوبة في آخر الندوة ، وعرضها من قبل مقدم الندوة على المشاركين للإجابة عليها ، أما المناظرة فلا يتدخل فيها الحاضرون 0

ـ من المهم توثيق المناسبة ، سواء بالتسجيل الصوتي لعرضها في الإذاعة المدرسية ـ كما سيمر لاحقا ـ أو في الصحيفة المدرسية ، أو من خلال التلفزيون التعليمي 0



ج ـ موضوعات للندوة " أمثلة " :

ـ الكمبيوتر ودوره في التعليم : حيث تتم دعوة أحد الخبراء في مجال الحاسب الآلي ، وأحد التربويين 00 وربما أحد رجال الأعمال للحديث عن هذا الموضوع ، وتلقي استفسارات الطلاب وأسرة المدرسة 0

ـ مستقبل طلاب الثانوية العامة ، والفرص العلمية والعملية بعد الحصول على الثانوية 0

ـ النشاط المدرسي ودوره في تنمية الملكات الإبداعية 0

ـ المراكز الصيفية ودورها في تنمية الملكات 0


الثاني عشر : الكاريكاتير

يعد عنصرا اللون والرسم من وسائل الإيصال المؤثرة والفعالة ، وهما عنصرا تنفيذ الكاريكاتير بعد توفر الفكرة المناسبة 0

ويمكن تعريف فن الكاريكاتير بأنه : التعبير عن حدث أو فكرة باستخدام موهبة الرسم والتفكير المنطقي القادر على تحويل الأفكار إلى رموز مكتوبة ومفهومه ،بقصد لفت الانتباه إلى أمر محمود ينبغي دعمه أو تسليط الضوء على سلبية معينة يجب العمل على تقويضها 0

وتتنوع موضوعات الكاريكاتير ، فمنها : السياسي ـ الاقتصادي ـ الرياضي 00 والتربوي 0

ويتميز الكاريكاتير بقدرته العالية على التأثير في المتلقي بما يفوق غيره من فنون العمل الإعلامي ، وذلك للروح التي تشع منه ، وغالبا ما يتسم بالطرافة التي تمتع القارئ ، وترسخ الفكرة في ذهنه 0


الثالث عشر : التحليل

وهو قراءة علمية موثقة لحدث أو موضوع معين ، معتمدا على ثقافة القارئ من خلال خلفيته عن الموضوع ، وبالتالي تفصيل أجزائه وتسلسلها حتى يمكن تكوين رؤية مستقبلية تصور ذلك وتحدد ملامحه 0

وتتنوع موضوعات التحليل إلى : سياسي ـ اقتصادي ـ رياضي ـ محلي 00 تربوي 0

وينبغي أن يتسم " المحلل " بعدة صفات أبرزها : الثقافة العامة وخاصة بالموضوع المطروح ، والقدرة على امتلاك ناصية الكلمة ، والحصيلة من المفردات اللغوية ، إضافة إلى الصفات الخلقية المبنية على الصدق والأمانة
تعريف الصحافة المدرسية :

على الرغم من القناعة بأن مسمى ( نشرة ) أقرب إلى الواقع والحقيقة من مسمى ( صحيفة ) إلا أن كل التعاريف اتخذت عنوان الصحافة المدرسية 0

والصحافة المدرسية هي : نشاط حر ينفذ داخل المدرسة ، ويقوم الطالب بالعبء الأساسي في إصدارها ، تحريرا ، وإخراجا ، وطباعة ، وتوزيعا ، بإشراف مشرف جماعة الإعلام التربوي ( أو جماعة الصحافة ) وتخاطب مجتمع المدرسة من : طلاب ( بالدرجة الأولى ) ومعلمين وأولياء أمور ، وتلتزم بالقواعد التي تحكم المؤسسة التعليمية فيما تنشره من مواد ، مع إتاحة الفرصة للطلاب للتعبير عن آرائهم بقدر من الاستقلالية والمسؤولية التي تنمي جوانب إبداعية وتربوية من خلال فنون الكتابة الصحفي

أهداف الإذاعة المدرسية :

تنبثق أهداف الإذاعة المدرسية من أهداف الإعلام التربوي عموما بكل صوره ، وتقوم على فلسفة المجتمع المدرسي التي توجد فيه ، ومن بين أهدافها : تزويد الطلاب بالمعلومات أو الأخبار والمعارف التي تهمهم وتشبع فيهم حب الاستطلاع بحكم تكوينهم الفسيولوجي ، وهنا يتحقق أحد أهم أهداف الإعلام التربوي عموما وهو : ربطهم بمجتمعهم المدرسي والمحلي ، وتزودهم بالمعلومات والمعارف المتصلة بشئون الدراسة وأنشطتها ونظمها وبرامجها المتنوعة ، كما تقدم لهم ألونا من العلوم والمعارف بصورة مشوقة تقوم على الشرح والتحليل والتفسير والتبسيط ، وهي تسعى بذلك إلى إكسابهم مهارات الاتصال الإذاعي ، ومهارة التعبير عن أفكارهم ، والثقة في تفكيرهم وقدراتهم العقلية ، كما تنمي فيهم الجماعية والنظرة الواقعية حينما يسهمون في التخطيط لبرامجها التي تتناسب وأنشطة المدرسة ومجتمعها المحلي ، وهم يقدمون هذه البرامج ويعملون على تطويرها وبالتالي تعودهم على البحث والاطلاع وتعرفهم بمصادر المعلومات والقدرة على التذوق ، وتشجيع على التفكير العلمي ، وتنمية الخيال العلمي والروح الابتكارية ، واكتشاف المواهب ورعايتها ، والمحافظة على التراث الحضاري والثقافي ، وتوجيههم نحو الاتجاهات والقيم التربوية العليا ؛ كصلة الرحم ، والتعاون ، واحترام المعلم ، وتقدير آراء الآخرين ، وحرية التعبير عن الآراء والمواقف ، والنقد الذاتي البناء

واقع الإذاعة المدرسية وأهميتها 0

تعد الإذاعة المدرسية ملمحا مهما في البيئة المدرسية ، وقد برزت كأحد ألوان النشاط المدرسي ، واستطاعت أن تتبوأ مكانا مرموقا في النشاط ألا صفي ، والذي يعد أساسا متينا من مقومات التربية الحديثة 0

لكن واقع الإذاعة المدرسية حاليا لا يحقق الطموحات نحو إثارة واكتشاف مواهب التلاميذ ، ذلك أنها تتخذ منهجا تقليديا لا يخرج عن حيز الدرس اليومي ؛ حيث تبدأ عادة بالقرآن الكريم ، ثم حديث شريف ، فكلمة الصباح " من الكتاب المدرسي " وأخيرا حكمة اليوم 00 والجديد لا يتعد تغيير الآيات والأحاديث " والمقاطع الأدبية " المنتقاة من كتاب المطالعة في المراحل الدراسية المختلفة ، في الوقت الذي تعد فيه التربية بالترفيه إحدى مقومات التربية الحديثة 0

إن الإذاعة المدرسية لا يجاريهاـ من حيث قدرتها على إثارة كوامن الإبداع ـ أية وسيلة أخرى ، كما تعد وسيلة اتصال قوية لخلق العلاقات الاجتماعية والإنسانية إذا أحسن تطويعها 0 إذ تعد أهم القنوات الإعلامية المهمة والسهلة في المحيط المدرسي ، التي يمكن أن تعبر عن الآراء والمواقف والاتجاهات الخاصة بالمجتمع المدرسي ؛ تعرض أخباره ، وإبداعاته ، وتبرز صورته ، وتعالج قضاياه ، وتفيد المجتمع المدرسي والمجتمع الخارجي 0

والحقيقة إن الإذاعة المدرسية تستطيع أن تسهم في التكوين المعرفي والاجتماعي للتلاميذ بصورة تفوق الدروس التقليدية ؛ وذلك راجع إلى عدة أسباب منها : إمكانية تنويع برامجها التي تعتمد على الكلمة المسموعة والمؤثر الصوتي ، ، إذ ثبت علميا أن الصوت البشري يثير صورا ذهنية متنوعة ، وإذا صاحب ذلك مؤثرات صوتية فإن ذلك يثير الانفعالات ، ويسهم في مخاطبة وجدان المستمع ، وبالتالي إثارة العواطف الإنسانية ، ويفتق عوامل الخيال 0

كما أكدت الأبحاث العلمية أن اللغة المسموعة في حياة الطفل على وجه الخصوص يفوق تأثيرها اللغة المكتوبة ، لأنها أكثر صله بفكره ، وتعتمد على المشاعر والأحاسيس ؛ فنجد الصوت الرخو أو الناعم ، وفي مواقف أخرى جهارة الصوت ، وفي أخرى الهمس والترقيق 00 وكلها تجذب انتباه التلاميذ وتنشط خيالهم

ماذا نريد من الإعلام التربوي ؟


إن حياتنا اليوم بحاجة إلى أن نحقق إعلاما عمليا يقوم بتحقيق تلك الأهداف السامية ، ويسهم في عملية التثقيف : التثقيف الأخلاقي ـ التثقيف الاجتماعي ـ التثقيف الإنساني 00 هذا إلى جانب التثقيف التربوي والتعليمي 0

نحتاج إلى إعلام تربوي قادر على الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة ، وتطويعها لخدمة الفعل التربوي 0

والإعلام التربوي مطالب بمتابعة سلوكيات الطلاب في داخل المدرسة وفي المجتمع 00 يؤكد لهم ضرورة الحفاظ على المدرسة بمبناها ومعناها 00 محافظته على سلوكياته كطالب علم بأن يتحلى بالأخلاق الكريمة ـ احترامه لمعلمه ، وحبه لوالديه ـ الرغبة الملحة في العلم ـ حبه لزملائه ـ ولائه لوطنه ـ حفاظه على النظام والنظافة ـ البعد عن كل مشين للفرد ـ متعاونا في الخير مع المجتمع ـ مرتبطا بأسرته ـ محافظا على بيئته ـ متصفا بصفات المسلم الكريم والعربي الأصيل .

نريد إعلاما تربويا يكون معينا للمعلمين وللآباء والأمهات في تقريب المعلومة لذهن الطالب ، ودالا له على سبل تحصيل العلم والمعرفة ، وتأصيل القيم الإسلامية النبيلة .

إن على الإعلام التربوي أن يعايش ظروف مجتمعه الزمانية والمكانية ؛ فمن المهمات التي يجب أن يؤكدها للناس : المفاهيم الحقيقية للتعليم ، وأن نقضي على المفهوم الذي يربط التعليم بالوظيفة ، والرغبة في الوظائف البارزة التي يسميها البعض الراقية أو العليا . نريد أن يتعلم الأبناء كيف أن اليد العاملة يد شريفة بحبها لله تعالى ، وأن يدركوا أن المهن والحرف خير من البطالة ، والوطن لن يعتمد دائما على غير أبنائه

أهداف الإعلام التربوي :



1 ـ الإسهام في تحقيق سياسة التعليم 0

2 ـ العمل على غرس تعاليم الشريعة الإسلامية وبيان سماحة الإسلام 0

3 ـ تنمية الاتجاهات السلوكية البناءة ، والمثل العليا في المجتمع 0

4 ـ تلمس مشكلات المجتمع ، والعمل على بث الوعي التربوي تجاهها 0

5 ـ التعريف بجهود الدولة تجاه الوطن وأبناءه 0

6 ـ متابعة وسائل الاتصال الجماهيرية ، والاستفادة من الرؤى العلمية ، والوقوف على مطالب الميدان من خلال ما تبثه من معلومات 0

7 ـ القيام بالبحوث وتشجيعها في جميع المجالات التربوية 0

8 ـ تبني قضايا ومشكلات التربية والتربويين والطلاب ومعاجلتها إعلاميا 0

9 ـ إبراز دور المدرسة بوصفها الوسيلة الأساسية للتربية والتعليم 0

10 ـ خلق علاقة إيجابية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل بين أعضاء الجهاز والمجتمع بما يساعد في زيادة العطاء والإخلاص في العمل 0

11 ـ الاهتمام بجميع عناصر العملية التعليمية : المعلم ـ الطالب ـ المنهج ـ المبنى المدرسي ـ ولي الأمر 0

12 ـ التواصل مع المجتمع من خلال نشر الأخبار ، وتزويد الرأي العام بالمعلومات الصحيحة عن البرامج والمشروعات التعليمية والتربوية التي تحقق المسئولية الجماعية للعمل التربوي

الإعلام والتعليم :


هناك إجماع يكاد ينعقد بين التربويين على أن كلمة" التربية " أوسع مدى من كلمة " التعليم " وأكثر دلاله على ما يتصل بالسلوك وتقويمه ، في حين تنحصر كلمة " تعليم " على علاقة محدودة بين طرفين بهدف إيصال قدر معين من المعلومات أو المهارات 0

وعلى هذا يمكن القول بأن التعليم نمط مؤسسي من أنماط التربية يتم داخل مؤسسات رسمية ، تتخذ من هذه العملية رسالة أساسية لها ، ويتخذ منها المجتمع وسائل ذات رسائل تكفل له إعداد النشء وفق ما يريد ، بينما تتم التربية داخل تلك المؤسسات وخارجها ؛ فالأسرة ، والأندية ، ووسائل الإعلام ، والمساجد 00 وغيرها مؤسسات اجتماعية لها وظائفها الخاصة ، ومنها يكتسب الفرد كثيرا من مكونات شخصيته وثقافته بوعي أم بدون وعي 0

وإذا قرر بعض الإعلاميين إن الإعلام التعليمي ينحصر في الصحف والمجلات التي تصدر إلى المعلمين والطلاب وغيرهم من عناصر العملية التعليمية مضافا إلى ذلك البرامج التعليمية المسموعة والمرئية فإن الرأي أن الإعلام التربوي هو الإعلام الشامل للتربية بمفهومها الواسع الحديث ومن بينها الإعلام التعليمي 0

إن الهدف الأول للتعليم هو : نقل تراث الأمة الاجتماعي من جيل إلى جيل ، وتنمية الجوانب المعرفية 0

ويتفق الإعلام والتعليم في أن كلا منهما يهدف إلى تغيير سلوك الفرد ، فبينما يهدف التعليم إلى تغيير سلوك التلاميذ إلى الأفضل نجد الإعلام يهدف إلى تغيير سلوك الجماهير ؛ فالتلميذ الذي ينطق كلمة جديدة لم يتعود عليها من قبل قد تعلم شيئا فسلك أنواعا من السلوك اللغوي غير سلوكه الأول الذي اعتاد عليه 0

كما أن التعليم والإعلام أصلا عملية تفاهم ، وعملية التفاهم هي العملية الاجتماعية الواسعة التي تبنى عليها المجتمعات ، إذ لا يمكن أن يعيش فرد معزولا دون أن يتفاهم مع من معه بشأن هذا العمل ويتعاطف معه فيه 0

والإعلام بأشكاله المتنوعة في إدارات الإعلام عملية تفاهم تقوم على تنظيم التفاعل بين الناس من خلال الحوار الهادف 0

ويتميز جمهور التعليم عن جمهور الإعلام بالتجانس ، فالتلاميذ في مختلف مراحل التعليم متجانسون من حيث التحصيل والخبرات السابقة والسن والزمن ، أما جمهور الإعلام فهم المواطنون كلهم في المجتمع أو جزء منه0

كما يتميز جمهور عملية التعليم عن جمهور عملية الإعلام في أن الأول مقيد في حين أن الثاني طليق ، فليس التلاميذ في أي مرحلة أحرارا في اختيار المادة التي يدرسونها ، أما جمهور الإعلام فحر طليق 0

ويتميز التعليم عن الإعلام بصفة المحاسبة على النتائج ، فالطالب مسئول عن نجاحه ، أما في حالة الإعلام فليس منا إلا نادرا من هو مسئول عن متابعة برنامج أو قراءة مجلة 0

ويتميز التعليم عن الإعلام أيضا من حيث الدافعية ؛ إذ أن الدافع إلى التعليم واضح للمتعلم وضوحا منطقيا في كثير من الأحيان وهو النجاح ، بينما نجد الدافع إلى الإعلام غير واضح الوضوح الفكري المنطقي الملازم للتعليم 0

كذلك يتميز التعليم عن الإعلام في وجود صلة مباشرة متبادلة بين المتعلم والمعلم وهو التفاعل المباشر ، بينما لا توجد في الإعلام باستثناء بعض الحالات كما في الاتصال المباشر 0

من هذا المنطلق الفكري يتضح : أن الإعلام يقدم خدمة إخبارية هدفها التبصير والتنوير والإقناع ، لتحقيق التكيف والتفاهم المشترك بين الأفراد ، أما التعليم فإنه يهدف إلى استمرار التراث العلمي والاجتماعي والأدبي والحضاري للأجيال المتعاقبة ، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم العقلية والبدنية 0

من هنا يتضح إن الإعلام والتربية دعامتان يجب أن نجند لهما كل الوسائل التي تخطط لها الدولة ، ومن أجل توجيه الأجيال الناشئة والمتعاقبة التوجيه العلمي السليم للسلوك الاجتماعي الذي نرتضيه لأبنائنا ومجتمعنا ، مستفيدين في ذلك من الروابط الوثيقة التي تجمع الإعلام بالتعليم 0

التأثير الإعلامي ودعائمه


نجاح الرسالة الإعلامية يتوقف على عدد من الشروط ومنها :
ـ وضوح الرسالة الإعلامية : إذ أن عملية الإعلام مشاركة وتفاهم أي أنها عملية تناغم بين المرسل والمستقبل ، والتشويش أو التداخل قد تقف عائقا دون فهم الرسالة ، ومن أسباب ذلك التشويش : احتواء الرسالة على ألفاظ غير معروفة أو كانت سرعة المتحدث غير ملائمة ، أو الطباعة رديئة ، أو الصوت ضعيفا 00

ـ الظروف المحيطة بالرسالة : حيث تؤثر تأثيرا كبيرا على مدى تقبل الرسالة الإعلامية أو رفضها ؛ ذلك لأن نفسية المستقبل وطريقة تربيته ، ودرجة ثقافته تؤثر على كيفية استجابته لها 0

ـ القيم والمبادئ الاجتماعية : إذ يعتمد مدى النجاح على درجة تأثر المستقبل بالقيم السائدة في المجتمع ، واندماجه فيها

مفهوم الإعلام


مهما اختلفت الأقوال ، وتباينت الآراء حول مفهوم الإعلام ، ومهما جاءت تقسيماته واتجاهاته فإنها في مجموعها تلتقي في أن الإعلام هو : اتصال بين طرفين بقصد إيصال معنى ، أو قضية أو فكرة للعلم بها ، واتخاذ موقف تجاهها " نظرية السيادة " 0

إن المفهوم العلمي للإعلام عموما ـ اليوم ـ قد اتسع حتى شمل كل أسلوب من أساليب جمع ونقل المعلومات والأفكار ، طالما أحدث ذلك تفاعلا ومشاركة من طرف آخر مستقبل 0

والإعلام " علم وفن في آن واحد " فهو علم له أسسه ومنطلقاته الفكرية ، لأنه يستند إلى مناهج البحث العلمي في إطاره النظري والتطبيقي ، وهو فن لأنه يهدف إلى التعبير عن الأفكار وتجسيدها في صور بلاغية وفنية متنوعة بحسب المواهب والقدرات الإبداعية لرجل الإعلام

مفهوم الإعلام التربوي :

الإعلام التربوي مصطلح جديد نسبياً ، ظهر في أواخر السبعينات عندما استخدمته المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، للدلالة على التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها، وتصنيفها، والإفادة منها، وذلك أثناء انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية عام 1977م .
ومع التطور التقني الهائل الذي طرأ على وسائل الإعلام في العقود الثلاثة الأخيرة، والذي تمثل في إلغاء الحواجز الزمنية والمكانية من خلال تقنية البث الفضائي عبر الأقمار الاصطناعية، تطور مفهوم الإعلام التربوي، وامتد ليشمل الواجبات التربوية لوسائل الإعلام العامة، المتمثلة في السعي لتحقيق الأهداف العامة للتربية في المجتمع، والالتزام بالقيم الأخلاقية، ويعزى هذا التطور للأسباب التالية :
1. تطور مفهوم التربية الذي أصبح أوسع مدىً، وأكثر دلالة فيما يتصل بالسلوك وتقويمه، والنظرة إلى التربية على أنها عملية شاملة ومستدامة، وتحررها من قيود النمط المؤسسي الرسمي .
2. انتشار وسائل الإعلام على نطاق واسع، وتنامي قدرتها على جذب مستقبل الرسالة الإعلامية، وبالتالي قدرتها على القيام بدور تربوي مواز لما تقوم به المؤسسة التربوية الرسمية.
3. تسرب بعض القيم السلبية، والعادات الدخيلة على ثقافة المجتمعات، وتحديداً في البلدان النامية تحت غطاء حرية الإعلام .

تعريف الإعلام التربوي:
لقد أخذت التعريفات التي تناولت الإعلام التربوي أربعة اتجاهات رئيسة، وهي :
الاتجاه الأول :
و يعني بالإعلام التربوي " التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها وتصنيفها والإفادة منها ."
و يؤخذ على هذا التعريف أنه يحمل دلالة هي أقرب ما تكون لمفهوم نظم المعلومات التربوية، وليس لمفهوم الإعلام التربوي، فمجالات الإعلام التربوي هي نفسها مجالات العملية التربوية، وحيث أن كل المعارف العلمية والمهنية والاجتماعية يمكن أن تكون موضوعاً للعملية التربوية والبحث التربوي، فإنها بالتالي يمكن أن تكون مادة للإعلام التربوي .
الاتجاه الثاني :
ويرى أن تعريف الإعلام التربوي يمتد ليشمل" الواجبات التربوية لوسائل الإعلام العامة. "
ويرى الباحث أن ما قدمه أصحاب هذا الاتجاه، لا يعدو كونه رأياً، وليس تعريفاً للإعلام التربوي، كونه منقوصاً، و يتصف بالعمومية، كما أنه يثير مشكلتين أساسيتين، تتمثل المشكلة الأولى في تحديد المعايير التي يمكن الاستناد إليها في إصدار الأحكام على محتوى وسائل الإعلام العامة، في حين تتمثل المشكلة الثانية في أسس الالتزام التربوي و الأخلاقي لوسائل الإعلام .
الاتجاه الثالث :
و يعرف الإعلام التربوي بأنه " المحاولة الجادة للاستفادة من تقنيات الاتصال وعلومه من أجل تحقيق أهداف التربية من غير تفريط في جدية التربية و أصالتها، أو إفراط في سيطرة فنون الاتصال و إثارته عليها " و هذا ما تبناه بعض الباحثين في دول الخليج العربية .
ويؤخذ على هذا التعريف كونه تعريف توفيقي متأثر بواقع الخلاف بين التربويين والإعلاميين حول تبعية هذا المصطلح، إضافة إلى عدم التمييز بين مفهوم الاتصال ومفهوم الإعلام، وكذلك إغفال بعض الجوانب المهمة مثل : مضمون الرسائل الإعلامية للإعلام التربوي .
الاتجاه الرابع :
يقدم تعريفا تبناه معهد الإنماء العربي ويرى أن الإعلام التربوي: " يقوم على البرامج التربوية في الإذاعة والتلفزيون، وعلى المجلات والنشرات التربوية، والمحاضرات والندوات ."
ومع أن هذا التعريف يحدد عدداً من وسائل الإعلام التربوي، غير أنه لا يوضح ماهية البرامج التربوية، وطبيعة محتواها، فهل المقصود هو البرامج التعليمية، كالدروس المنهجية المساندة لطلبة المدارس، وبرامج تدريب المدرسين أثناء الخدمة ؟ أم البرامج التربوية بحسب المفهوم الشامل للتربية المستدامة ؟
يتضح مما سبق أنه لا يوجد تعريف محدد للإعلام التربوي يحظى بإجماع بين الباحثين، بل إن هناك بون شاسع بين مدلولات تلك التعريفات، وربما يعود ذلك إلى حداثة الأبحاث في مجال الإعلام التربوي، واتساع هذا المفهوم، وتداخله في كثير من مجالات الأنشطة والعلاقات الإنسانية، و تباين وجهات نظر ومذاهب الباحثين فيه .
ويعرف الباحث* الإعلام التربوي بأنه: " كل ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة من رسائل إعلامية ملتزمة، تسعى للقيام بوظائف التربية في المجتمع، من نقل للتراث الثقافي، وغرس لمشاعر الانتماء للوطن، بحيث تتمكن مختلف فئات المجتمع من إدراك المفاهيم، واكتساب المهارات، والتزود بالخبرات، وتنمية الاتجاهات، وتعديل السلوك."

لإعلام التربوي وعلاقته بالعلوم الأخرى :
لا يوجد علم مستقل تماماً عن غيره من العلوم، بل يوجد تكامل ما بين العلوم وبعضها، والإعلام التربوي له أهدافه الخاصة به، والتي يمكن تحقيقها من خلال الاستفادة من العلوم الأخرى، ومنها :
1. علم الاجتماع :
وهو أحد العلوم الأساسية التي يستفيد منها الإعلام التربوي، وخاصةً فيما يتصل بالقيم والعادات والتقاليد والتنشئة الاجتماعية، كما يمكن للإعلام التربوي أن يستفيد من الفروع المختلفة لعلم الاجتماع مثل : علم الاجتماع الريفي، والحضري، والبدوي، والديني، والثقافي، في اختيار الرسائل الإعلامية المناسبة لكل بيئة مجتمعية .
2. علم نفس النمو :
حيث يمكن للإعلام التربوي أن يستفيد من علم النفس النمو في معرفة مطالب النمو ومعاييره التي يمكن الرجوع إليها في تقييم نمو الأفراد، والعمل على رعاية النمو السوي لديهم في كافة مظاهره جسمياً وعقلياً واجتماعيا من مرحلة الحضانة وحتى الشيخوخة .
3. علم النفس التربوي :
الذي يشترك مع الإعـلام التربوي في الاهتمام بكيفـية إكساب الطلاب السلوك والعادات الجيدة، ونبذ العادات غير الجيدة، إضافةً إلى اهتمامه بموضوعات مثل: الدافعية والذكاء والقدرات، والتي تفيد الإعلام التربوي كونه يركز على الجوانب المرتبطة بالذكاء والقدرات والعوامل التي تحول دون الاستفادة الكاملة من القدرات الإبتكارية لدى الطلاب .



4. علم النفس الاجتماعي :
حيث يمكن للإعلام التربوي الاستفادة من علم النفس الاجتماع في التعرف على السلوك الاجتماعي للأفراد، وكذلك الجماعات، فيما يتعلق بديناميتها، وبنائها، وطبيعة العلاقات الاجتماعية بين أفرادها، وطبيعة التفاعل الاجتماعي، ومعايير السلوك في الجماعة، وكيفية توزيع الأدوار فيها .
5. الخدمة الاجتماعية :
إن كلاً من الإعلام التربوي والخدمة الاجتماعية يستهدفان خدمة الإنسان، ومواجهة المشكلات التي يعاني منها المجتمع، و يمكن للمتخصصين في مجال الإعلام التربوي الاستفادة من المعطيات النظرية، والممارسات المهنية للخدمة الاجتماعية، سواء ما يتصل بأساليب دراسة المشكلات التي يعاني منها المجتمع، أو تصميم برامج الرعاية الاجتماعية، أو وضع أولويات للبرامج والمشروعات،أو إجراء البحوث التقويمية